حياة الانسان قديم
الإنسان القديم الإنسان (بالإنجليزية: human) هو الكائن الحي الذي يُعتبر ضمن فئة الجنس البشري، ويَتشابه من الناحِية الجسدية والتشريحية مع حيوانات القردة، وبشكل خاص مع القردة العليا، لكن هناك اختلاف كبير فيما بينهم؛ فالإنسان قادر على الوعي، والإدراك، والحديث، والتخاطب مع الآخر.[١]. والإنسان القديم أو إنسان ما قبل التاريخ هو الإنسان الذي عاش منذ حوالي مليوني سنة، وقد اقتات على صيد الحيوانات وجمع النباتات للغذاء.[٢] ومن الناحية الجسدية نجد أن الإنسان يعود بأصل نشأته إلى الثدييّات، وأنه يكشف عن مراحل تطور أولية تعود إلى عصر الزواحف، أما من الناحية النفسية فنجد أن النفس البشرية هي نتاج تطور عدد هائل من السّمات القديمة.[٣] وقد يُخيّل إلى البعض أن الإنسان القديم يملك مشاعر غير مشاعرنا، أو نظرة أخلاقية مختلفة إلى حد ما عن نظرتنا، أو أن حالة العقل لديه ليست هي الحالة نفسها التي نملكها اليوم، أو أن الإنسان القديم مُرهف الحواس أكثر منا، أو أن الحواس التي يملكها تختلف عن حواسنا، وكل ذلك هو مجرد وهم واعتقادات خاطئة، فلا شيء يدل على أن الإنسان القديم يشعر، أو يُفكر، أو يُدرك بطريقة مختلفة جوهرياً عن طريقة تفكير الإنسان الحالي وإدراكه؛ فالأداء النفسي للإنسان القديم يتشابه بشكل كبير مع أدائنا من حيث الجوهر، والاختلاف الحاصل يكون فقط في المُسلّمات الأوّلية.[٣] أسلوب حياة الإنسان القديم لقد عاش الإنسان القديم حياةً تختلف تماماً عما هي عليه الآن، وفيما يأتي نذكر أهم جوانب عيش الإنسان القديم:[٢] الصيد اعتمد الإنسان القديم منذ ما يُقارب مليوني سنة على الصيد وجمع النباتات لتأمين غذائه؛ فقد كانوا يتنقّلون من مكان لآخر للبحث عن النباتات والحيوانات لأكلها، وقد يقومون ببناء الملاجئ في المنطقة التي يتوفر فيها الغذاء حيث يكفيهم مدة أسابيع أو أشهر. واستخدموا لبناء ملاجئهم قرون الفيلة وغصون الأشجار، كما كانوا يصنعون سقفها من جلود الحيوانات أو أوراق الأشجار. وقد لجأ القدماء خلال العواصف والأجواء شديدة البرودة إلى الكهوف المظلمة والرطبة. كما بدأ الإنسان القديم بصيد الحيوانات الصغيرة، كالطيور، والزواحف الصغير، وتطوّر فيما بعد وقام بصناعة أسلحةٍ واستخدم طرقاً خاصّةً تُمكّنه من اصطياد الحيوانات المفترسة والطرائد الكبيرة، كحيوان البيسون، ودب الكهوف الضخم، وأفيال ما قبل التاريخ، والأيل. ومع نهاية العصر الحجري، انقرض العديد من الحيوانات التي كان يصطادها الإنسان القديم، وأصبح يصطاد الأبقار البلدية، والخنازير البرية، بالإضافة إلى صيد الأسماك والمحار.[٢] الملابس لم يستطع العلماء تحديد الفترة التي بدأ فيها الناس باستخدام الملابس؛ بسبب نقص الأدلة الكافية التي تشير إلى ذلك خلال العصر الحجري، ومن المرجح أن القدماء استخدموا صوف الحيوانات، والجلو،د والمواد النباتية لتغطية أنفسهم في المناخ البارد، ويُرجّح العلماء أن البشر القدماء بدؤوا بحياكة الملابس بشكل بدائي في عام 18,000 ق.م.[٢] الأدوات المستخدمة قام البشر القدماء بصيد الحيوانات وتقطيعها باستخدام أدواتٍ مناسبةٍ لذلك، حيث صنعوا هذه الأدوات من الحجر، والخشب، والعظم، وكان يتم ذلك بطرق حجرٍ حادٍّ صغيرٍ بحجر آخر، أو طرقه بقطعة خشب أو عظم قوي، واستطاعوا عن طريق هذه الأدوات الحادة والمُسنّنة تجهيز الحيوانات، ومعالجة جلودها.[٢] ويُذكر أن أول أدواتٍ استخدمها البشر هي الأدوات الحصوية التي تتميّز بطرفها الحاد، وكانت تُستخدم لتقطيع الحيوانات وكشط جلودها. وتطوّرت بعد ذلك صناعة الأدوات، فصُنع نوعان من الأدوات هما أدوات التقطيع والسواطير. كما استطاع البشر القدماء صناعة الفؤوس اليدوية التي تشبه الساطور، لكن جميع هذه الأدوات لم تحتوي على مقابض. بعد ذلك بدأ البشر القدماء باستخدام الشظايا التي تتكسر من الأحجار لصناعة أدوات ذات وظائف مختلفة، كالقَطْع، والكَشْط، والفَرْم. كما صنعوا من الحجارة نصالاً طويلةً ورفيعةً، وأخرى صغيرة الحجم استُخدمت رؤوساً للحراب، والمناجل، والأسهم الخشبية. وكانت تُستخدم هذه الأدوات للصيد والدفاع عن النفس.[٢] التعاون في جماعات يُرجّح العلماءُ أنّ الصيادين القدماء عاشوا في جماعاتٍ تحتوي كلٌّ منها على 25 إلى 50 فرداً، حيث تقوم هذه الجماعات بأعمال مختلفة، كصنع أدوات، وصيد الفرائس، وتقطيعها، وكشط جلودها. وعند الصيد تخرج فرق مُكوّنةٌ من 3-4 أشخاصٍ، وتقوم كلٌ من هذه الفرق بأعمالها أثناء الصيد؛ فمنها ما يقوم بالانقضاض على الفريسة وقتلها، وتقوم فرقةٌ أخرى بإشعال النيران، وأخرى تقوم بجمع أنواع مختلفة من النباتات الصالحة للأكل. ومن الجدير ذكره امتلاك الصيادين القدماء مساحات للصيد أكثر بكثير مما يمكن امتلاكه اليوم، فقد كانت الجماعات نادراً ما تُقابل بعضها، وقد يُمضي الصياد حياته دون رؤية أي شخص من غير أفراد جماعته.[٢] الدين والفن لقد كان البشر القدماء يفكرون بالحياة الآخرة، ودليل ذلك ما وجده العلماء من قبورٍ تحتوي على عظام بشر تعود لحوالي 600,000 عامٍ مضت. وقد برع الإنسان القديم في النحت على العظام، والقرون، والعاج. كما استخدم الفنانون القدماء أربعة ألوان مختلفة للرسم على سطح الصخر؛ فقد حصلوا على اللون الأبيض من الجير والصلصال، وحصلوا على اللون الأسود من مسحوق المنغنيز والفحم، واستطاعوا الحصول على اللون الأحمر واللون الأصفر من دماء الحيوانات، ومسحوق مركبات الحديد، والصلصال، واستطاعوا جعل هذه الألوان على شكل معجون عن طريق خلطها مع دهن الحيوان أو دمه.[٢] الزراعة يرجح الخبراء والباحثون أن بداية استخدام الزراعة كأسلوب للعيش كانت منذ حوالي 8000 عام ق.م، حيث لم يعُد البشر القدماء بحاجة إلى التنقل من مكان لآخر للصيد وتأمين الطعام، حيث استقر الكثير من الناس في منطقة واحدة لفترة طويلة، وتمكنوا من بناء مساكن لهم، وإنتاج غذاء وفير من الزراعة. وبدأت الخطوات الأولى في الزراعة بمعرفة الحيوانات والنباتات التي يُمكن استغلالها في الزراعة، وبدأوا بجمع الحبوب وغرسها، وتربية الحيوانات الأليفة. وقد ظهر المزارعون الأوائل الذين اعتمدوا بشكل أساسي على الزراعة على الرغم من قيامهم بالصيد وجمع النباتات البرية، وقد استطاع المزارعون الأوائل بناء بيوت طينية وخشبية أكثر متانةً من أكواخ العصر الحجري القديم، كما قام الكثير منهم ببناء سور حول حقولهم ومزارعهم؛ لحمايتها من الحيوانات المفترسة.[٢] وقد عانى المزارعون الأوئل من نقص خصوبة التربة الطبيعية مع مرور الوقت؛ فلم يتعرّفوا بعد على المخصّبات التي تُغذّي التربة وتعوّض النقص في خصوبتها؛ لذا كان المزارعون الأوائل ينقلون زراعة محاصيلهم إلى أراضٍ أخرى حول قريتهم حتى يستنفذوا جميع الأراضي القريبة. بعد ذلك ينتقلون ويبنون قرى جديدة في مناطق أخرى. وقد استخدم المزارعون لزراعة محاصيلهم ورعايتها مجموعة من الأدوات التي طوّروها، كالمناجل الحجرية، والإزميل، وحجارة الرّحى، كما صنعوا المحراث الخشبي التي تَجرُّه العجول، حيث ساعدهم المحراث على تخصيب الأراضي وزيادة الإنتاج الزراعي.[٢]
تعليقات
إرسال تعليق